الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

إلى الإخوان وحزب الحرية والعدالة : لماذا اخترناكم ؟؟!

أخلاق الإخوان وأخلاق الأخرين :

الإخوان وحزب الحرية والعدالة :
====================
حينما كان الاخوان في صف المعارضة طوال الـ 80 عاماً  الماضية كانت معارضتهم اصلاحية لا تصادمية وفي الثلاثين سنة الأخيرة رفعوا شعار " مشاركة لا مغالبة " وطوال هذه المدة وهم ينفذون بالفعل ما يقتنعون به ويعملون وفق مبادئهم التي لم تتغير ، وذلك اوجد لهم قاعدة كبيرة ، وبعد الثورة أعلن الأخوان ومن خلال حزبهم الوليد ايضاً أنهم لن ينفردوا بالسلطة ان حصلوا على أغلبية فهم ما زالوا على مبدأ " مشاركة لا مغالبة "

الأخرون :
======
بعد الثورة شن الأخرون هجوماً شرساً على التيار الاسلامي بأكمله في محاولة مستميتة لإقصاءه عن المشهد ، واستخدموا في ذلك وسائل اعلامهم وانضم لهم فلول الاعلاميين في الصحف والقنوات الفضائية المختلفة ، وسعوا بأساليب غير أخلاقية لجر التيار الاسلامي كله الى معركة هامشية عنوانها ملابس البحر والمايوهات والفن والأغاني ، لدرجة أن أحدهم توعد الإخوان بالنزول الى ميدان التحرير ( ملط ) اذا تدخل الاخوان في التعليم أو الثقافة أو الإعلام !!! واستغرب من تصريحه هذا حيث أنه بالأساس تم طرده من ميدان التحرير أثناء الثورة وذلك لموقفه المناهض للثورة والداعم للفساد ، وأيضاً أستغرب  لما اختار هذه المجالات الثلاثة التي ستجعله يخرج عن ملابسه في ميدان عام ؟؟!!! ، كأن التعليم والثقافة والإعلام في عصر مبارك كانت في أوج نهضتها !!

تحليل للمواقف :
==========
اسمحوا لى أن أعرض تحليلي لمواقف القوى التي تناهض صعود الاسلاميين في مصر ، فأنا أرى أن معارضتهم خرجت من إطار المعارضة للصالح العام ، بمعنى ان معارضة الاخوان طوال 80 سنة للأنظمة الحاكمة لم تكن تصادمية بل كانت اصلاحية ، بمعنى آخر لو فرضنا ان الحزب الوطنى كان قد اصلح سياساته ووجهها لخدمة الأمة والشعب لم أكن أشك لحظة واحدة أن أول من سيكون أكثر الناس فرحاً وسعادة بذلك هم الإخوان المسلمون ، بل لو أتيحت الفرصة لهم للمشاركة لشاركوا منكرين لذاتهم .
          أما معارضي ما بعد الثورة فاغلبهم ممن يستبقون الأحداث ويحرضون الناس ،  ووصل به الشطط إلى حد تحريض بعضهم للجيش على نتيجة الانتخابات !!، فدعاة الديمقراطية هؤلاء والذين ينسلخون من أفكارهم -كما تنسلخ الحية من جلدها كلما اشتدّ الحر - هؤلاء لا يسعون إلى غنجاح مشروعهم بقدر تمنّيهم  فشل الإخوان والمشروع الاسلامي على وجه العموم ،  وذلك ليس بسبب رغبتهم في ملء مكانهم ولكن لرغبتهم في القضاء على المشروع الاصلاحي الاسلامي كله .
            لذلك ومن خلال رؤيتي المتواضعة أرى أن المعارض الذي ينسحب من المشهد ليحرّض على منافسه الذي تفوق عليه لا يمكن أن يكون وطنياً أو يعمل لمصلحة هذا الوطن ، ولكن ربما يعمل لجهات أخرى وربما في اضعف الإيمان يعمل لمجد شخصي يخصه هو وأفكاره فقط

نصيحة ( إخترتكم ولى الحق أن أعترض على فاسدكم ):
====================================
أنصح أخواني في التيار الاسلامي كله وعلى رأسهم حزب الحرية والعدالة :
لقد كسبتم ثقة الناس فلا تخذلوهم بخلافاتكم ... ولكن أرو الجميع منكم كيف يكون المسلم عند الاختلاف ، متواضع محترم للآخر ولفكره ، لا ينتصر لنفسه قط ، فقط انتصروا للحق كما عهدناكم .
واعلموا اني أحد من أعطاكم صوته ليس ثقة في أشخاصكم وحسب ( لأنني لا اعرفكم بصفة شخصية ) ولكن ثقة في المنهج الذي ترفعون لواءه ، فإن إنحرف أحدكم عن المسار قوّموه وان شذّ  أبعدوه وشدوا على يديه حتى يعود آلى جادة الطريق ، فإن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم فعلناه نحن معكم .
فنحن لن نقبل فاسداً في منهج الإصلاح ، وتذكروا : إن ميدانكم الأول أنفسكم إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر
وأعلموا أيضاً أن غاية العمل الصالح هو رجاء لقاء الله  ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبِادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (الكهف: 110)
        وأخيراً أذكركم بجزء من رسالة الإمام الشهيد حسن البنا :
"لا تيأسوا فليس الياس من اخلاق المسلمين وحقائق اليوم احلام الامس واحلام اليوم حقائق الغد ولازال فى الوقت متسع ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة فى نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد والضعيف لايظل ضعيفا طول حياته والقوى لاتدوم قوته ابد الآبدين،(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )