الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

كش ثورة

المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بداية الثورة أوهم كل المصريين أنه متحالف مع الاسلاميين حين اختار اثنين لهما توجهات اسلامية من أصل 10 كأعضاء في لجنة التعديلات الدستورية والان وهاجم التيار الليبرالي التعديلات وأشاع ان هناك تحالفاً بين العسكر والاسلامين في تناقض صريح بين الواقع والتاريخ فالعسكر هم من حظروا الاخوان المسلمين كجماعة لها وجود في الشارع وذلك منذ عام 1954 م فحلّوا الجماعة واعدموا قياداتها .... والآن تخرج علينا جريدة توهم الناس بأنها جريدة مستقلة ، وهي في نفس الوقت تضع في صدر صفحتها الأولى عنواناً يشابه عنوان عدد جريدة الجمهورية الشهير في 1954 الذي اعلن فيه عبد الناصر حلّ جماعة الأخوان المسلمين !!  

فهل تتخيلوا أن  تتغير هذه الصورة وهذه العلاقة التاريخية بين الاخوان والعسكر  في 18 يوماً ويرضى العسكر للاسلاميين العمل في السياسة  بل ويتحالفون معهم ؟؟؟!!!


هذه العلاقة الغريبة التي نشأت في عهد عبد الناصر بين العسكر والاسلامين واستمرت الى الآن يبدو انها كانت وما زالت تمر بمرحلة فهم متبادل ، فالاخوان المسلمين استوعبوا الدرس ورضوا بسيناريو المجلس العسكري لنقل السلطة للمدنيين  حتى لا يصطدموا به مرة اخرى وأختاروا ان ينحازوا الى الشعب ويتحالفوا مع الاحزاب والقوى الأخرى حتى من قبل 11 فراير ... ، ولكن يبدو أن العسكر يريد أن يعيد نفس السيناريو القديم  .
فبعد مرور ما يقرب من 10 من اشهر على بداية الثورة يتحالف المجلس الأعلى للقوات المسلحة  بالفعل مع التيار الليبرالي والعلماني وذلك  بتعيين عدد كبير منهم قي وظائف وزارية ثم يعهد الى بعضهم مثل الدكتور ممدوح حمزة وعلى السلمي لصياغة وثيقة جديدة للدستور تتعارض مع ما انتجه الاستفتاء على التعديلات الدستورية  والاعلان الدستوري ، وهو يعلم جيداً ان هذه الوثيقة ستلقى تعارضاً كبيراً من جهة الاسلاميين على وجه الخصوص .
والمجلس العسكري بهذا يعي جيداً ان هذا الجدل لن ينتهي ... وهو في سبيل ذلك لا يقوم بدوره في حماية الشرعية الدستورية التي أوجبتها نتيجة الاستفتاء في 19 مارس
وعدم قيامه بدوره يجعل الصورة التي رسمها العالمانيون والليبراليون لما اسموه تحالفاً اسلامياً مع المجلس الأعلى تنتهي ، حتى أن احد الكتاب عنون هذه الحالة بمقال أسماه " انتهاء شهر العسل بين الاسلاميين والمجلس العسكري" كأن هناك بالفعل عسلاً أو ملحاً بين أذرعة مبارك التي تركها تتحرك بالنيابة عنه ولكن باسلوب جديد وبين من تمت محاولة تقطيع اذرعتهم وارجلهم طوال 60 سنة  .

الليبراليون ظنوا ان سكوت المجلس العسكرى عن الادلاء بدلوه الواجب في هذه المرحلة تجاه ما يحدث وقبل أقل من اسبوعين على الانتخابات هو بمثابة انحياز تجاههم ، ولكنهم يبدو أنهم لم يستفيدوا أيضاً من تجارب التاريخ

وفي اعتقادي أن العسكر قد " لعبوها صح "  في استراتيجية جديدة للعب المخابراتي المستميت لافشال الثورة  ، العسكر يضربون الكل في الكل ويلهي الكل في " لاشيء ." واحياناً يلهيهم في " كل شيء "الغريب ان كل هذا لمصلحة الفلول .... ولا حديث عنهم ابداً  في هذه المرحلة  ، حتى المحكمة الادارية العليا ألغت حكماً قضائياً يمنع الفلول من الترشح في الاتخابات ولا تعليق من أحد .

وكل ثورة  وانتم طيبين  والعسكر بيقولولكم  :  كش ثورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق